اَلْجُمْهُورِيَّةُ ٱلْعَرَبِيَّةُ ٱلْسُوْرِيَّة
التجارة
تحديات وفرص في ظل واقع متغير
تُعد التجارة شريان الحياة لأي اقتصاد، وفي سوريا، تواجه هذه الشريان تحديات جمة جراء الظروف الاقتصادية والسياسية الراهنة. ورغم هذه الصعوبات، لا تزال هناك حركة تجارية وإن كانت محدودة، تسعى جاهدة للتكيف مع الواقع الجديد.
واقع التجارة السورية اليوم: تحديات جمة
تعاني سوريا من أزمة اقتصادية خانقة، تتجلى في تذبذب سعر صرف الليرة السورية، وتراجع القدرة الشرائية للمواطنين، ونقص حاد في السيولة. كما أن العقوبات الدولية المفروضة تلعب دورًا كبيرًا في إعاقة الاستثمارات وجهود إعادة الإعمار، مما يعيق حركة الاستيراد والتصدير بشكل كبير.
تدهور البنية التحتية، خصوصًا في قطاعي الكهرباء والمواصلات، يشكل عائقًا إضافيًا أمام الأنشطة التجارية والصناعية. وتواجه المنتجات المحلية منافسة غير عادلة من البضائع الأجنبية المستوردة، التي قد تكون أسعارها أكثر تنافسية.
تحديات التجارة لا تتوقف عند هذا الحد؛ فـصعوبة الدفع الإلكتروني وغياب أنظمة دفع فعالة تعيق نمو التجارة الإلكترونية التي تشهد ازدهارًا عالميًا. يضاف إلى ذلك نقص الوقود والموارد الأساسية اللازمة لتشغيل المصانع والمرافق، بالإضافة إلى نقص المواد الخام.
لمحة عن القطاعات التجارية الرئيسية
رغم كل هذه التحديات، ما زالت بعض القطاعات تحتفظ بنشاطها، وإن كان بحجم أقل مما كان عليه قبل الأزمة:
* الزراعة وتربية الحيوان: لا تزال سوريا تتمتع بموارد زراعية غنية، وتُعد منتجات مثل زيت الزيتون، الفواكه، والخضروات، من أهم صادراتها.
* الصناعات النسيجية: تشتهر سوريا بجودة المنسوجات والأقمشة، وخاصة القطنية.
* الصناعات الغذائية: مثل المعلبات، الحلويات الشرقية، ومنتجات الألبان.
* صناعة الأدوية والمنتجات الطبية: تتميز سوريا بإنتاج أدوية بجودة جيدة وأسعار تنافسية.
* صناعة الصابون الطبيعي: خصوصًا صابون الغار الحلبي، الذي يتمتع بسمعة عالمية.
* المعادن والمنتجات المعدنية: مثل الحديد والإسمنت.
أبرز المنتجات المتداولة وشركاء التجارة
تتنوع الصادرات السورية لتشمل المنسوجات، زيت الزيتون، الأدوية، والصابون الطبيعي، بالإضافة إلى المنتجات الزراعية. أما الواردات فتشمل الآلات ومعدات النقل، المواد الغذائية، الكيماويات، والبلاستيك، وغيرها من السلع الضرورية.
تاريخيًا، كانت سوريا تتعامل مع شركاء تجاريين متنوعين، ومع تغير الظروف، أصبحت روسيا، تركيا، والصين من أبرز شركاء الاستيراد، بينما تظل دول الجوار مثل لبنان والأردن والعراق من شركاء التصدير الرئيسيين.
آفاق مستقبلية: بين التحديات والأمل
على الرغم من الصعوبات الحالية، هناك جهود تبذل لتحسين الوضع الاقتصادي والتجاري في سوريا. الحديث عن عودة محتملة لأنظمة دفع عالمية، ووضع خطط لإصلاح السياسة النقدية، يعطي بصيص أمل لاستقطاب الاستثمار الأجنبي وإزالة الحواجز أمام التجارة. يبقى التحدي الأكبر هو تحويل هذه الخطط إلى واقع ملموس يعيد للقطاع التجاري في سوريا عافيته وازدهاره.